ثامنا.علاقة علم الاجتماع الدينى بالعلوم الاخرى
يجب ان نتذكر ان كثيرا من فروع المعرفة الانسانية تشترك فى دراسة القيم الدينية سواء اكانت هذه الدراسة بصفة مباشرة او غير مباشرة فهناك مثلا على الاهوات(الثالوجيا) ويدور اساسا حول فكرة الالوهية وصفات الذات الالهية ومخالفتها او مشابهتها للمخلوقات التى تربط الخالق بالمخلوق وهكذا لما كان الدين من الركائز الاساسية لكافة المجتمعات فقد ارتبط علم الاجتماع الدينى بكثير من العلوم والفنون فى المجتمع وسوف نشير الى اهم هذه العلوم فيما يلى 1 )علاقة علم الاجتماع الدينى بالفلسفة اذا كانت العلوم الحديثة قد نشات فى احضان الفلسفة فان الفلسفة نفسها نشات فى احضان الدين ولم يكن هناك فروق بين التفكير الدينى والتفكير الفلسفى عند الشرقيين فالاساطير الشرقية تنطوى على كثير من الافكار التى تمثل لب المشكلات الفلسفية ولكنها عرضت باسلوب غير منطقى كما عرضت المشكلات الفلسفية عند اليونانين وان كانت الفلسفة قد حاولت ان تستقل استقلالا تاما عن مجال الدين فان مناخها لم يزل دينيا حتى اننا نرى ان بعض المدارس الفلسفية تتخذ لها بعض الشعائر والطقوس الخصة كما لو كانت قد اصبحت نحلة من النحل الدينية الخاصة مثل الافلاطونية الحديثة واخوان الصفا ومن جهة اخرى كانت هناك محاولات للربط بين الدين والفلسفة ولاسيما الاديان السماوية اذ حاولت بعض الفلاسفة البرهنة على عدم الوجود تعارض بين الدين والفلسفة حيث يظهر الدين واضحا عند الفلاسفة المسلمين وخاصة عند الفرق الاسلامية الكلامية ومن اهمها المعتزلةولذللك لم تكن علاقة بين الدين والفلسفة علاقة توافق دائما بل كثيرا ما ينشا نزاع بينهما يزداد احيانا ويقل احيانافقديما اتهم سقراط بانه يفسد عقول الشباب الاثينى ويبشر بألهة جديدة ومن هنا حم علية بالسجن حتى الموت بينما عارضت الكنيسة الاوربية _فى العصور الوسطى _افكار الفلاسفة التقدميين ,كما عارضت الدولة الاسلامية الفلسفة والفلاسفة وحرمت بعض مؤلفاتهم 2)علاقة علم الاجتماع الدينى بالقانون من الملاحظ وجود ارتباط بين القانون والدين وخاصة لدى قدماء اليونانيين والرومان والهنود والصينيين وكذلك الحال لدى اليهود والمسيحيين والمعلمين فى العصور الوسطى وترجع تلك الصلة الى ان الناس تتقبل القانون بدرجة عالية وخاصة اذا ما كان مرتبطا بالدين 3_علاقة علم الاجتماع الدينى بالعلم يعتمد علم الاجتماع الدينى لى مناهج البحث فى علم الاجتماع العام ولكنة يتاثر بشكل واضح بالعلاقة بين العلم والدين حيث ان منهج البحث فى العلم يعتمد على المحسوس اما جوهر الدين يحتاج الى منهج يصلح لتناول القضايا غير المحسوس او قضايا عالم ما بعد الطبيعة والنزاع بين العلم والدين لم ولن يتوقف فكلما تزايد المكتشفات العلمية تزايد التناقض بين العلم والدين نظرا لعدم تقبل علماء الدين الاوائل الحقائق العلمية اذا حاول هؤلاء العلماء ان يجبروا العلماء على دحض ما توصلوا الية من نتائج علمية كما فعلو مع جاليليوا لتعارضهما مع الدين علاقة علم الاجتماع الدينى بالفن _4 الفن مظهر اجماعى لا مادى يشتق وجودة من حاجة الناس الى اجتمعهم مع بعضهم البعض فهو مظهر تلقائى من مظاهر الحياة فى الجماعة والفن له وظائف دينية وحربية وعائلية فالاحتفالات الدينية تتطلب كثيرا من مظاهرالفن والحرب تتطلب هذة المظاهر على الدروع وفى الازياء الخاصة بالحرب وفى الاناشيد والاغانى الحربية وفى رقصة الحرب وبذلك باغ تاثر الرسم والموسيقى بالدين مبلغا كبيرا ولاسيما فى الديانة المسيحية فى القرون الوسطى لذلك يمكن القول بان الفن بوجة عام كان متصلا فى نشاتة بالدين 5)علاقة علم الاجتماع الدينى بالاقتصاد ان صلة النشاط الاقتصادى بالاجتماع الدينى صلة وثيقة فهى وجهين لعملة واحدة لجميع الاديان ويلاحظ ذلك ى المجتمعات البدائية حيث كان تنظيم العمل وتقسيمة بين الرجال والنساء كان على اساس دينى كما كانت الدورات الزراعية لدى قدماء المصريين على سبيل المثال ترتبط بحفلات دينية خاصة ايام الحصاد هذا ولا يزال الفلاح المصرى يتوجة الى الله حتى الان متوسلا اليه ان ينبت زرع وينمى بزورة ومحصولة ونلاحظ ان هذا العلم يمتاز عن هذة العلوم وخاصة الدينية فى انه لا يدرس الظواهر الدينية لذاتها وانما يتناولها من زاوية خاصة باعتبارها نظما اجتماعية قائمة بذاتها لها وظائفها الاجتماعية ولها اثرها فى النظم الاجتماعية الاخرى القائمة فى المجتمع كتب هذا المقال_ابتهال محمد Labels: المقالات |